يُعتبر تعلم العزف على الالات الموسيقية من أصعب الامور في حال لم يتم ذلك منذ عمر مبكر.
وبالتالي نجد انه من النادر ان يبرع أحد الأشخاص في اكتساب مهارة العزف على احدى الآلات الموسيقية في سن متقدم. وعلى الرغم من ذلك نجد ان من لا يتقن عزف الموسيقي يحاول دائماً تجربة هذه المتعة وحتى لو "شوّه" القطعة الموسيقية. أما اليوم، فقد وجد السيد وليد تماري الحل المناسب من خلال "اختراعه" الجديد الذي سيجعل العزف على البيانو من أسهل الأمور ولكافة الاعمار والمستويات. "الفن" ومن خلال هذه المقابلة سيعرفكم على هذا الاختراع الجديد، واليكم التفاصيل:
ما هو هذا المشروع، ومم يتألف؟
إنه عبارة عن "Software" يتم تنزيله على كومبيوتر أو "آي باد"، ومنه تخرج لوحة الألوان التي توضع على البيانو وهي مكونة من 48 لمبة "LED" استهلاكها من الكهرباء ضئيل وتتغير ألوانها وفق ألوان أصابع الكف.
كيف يعمل؟
على الكف هناك لون على كل إصبع وهي الألوان نفسها الموجودة على شريط الضوء، فتضع عندها الإصبع ذا اللون نفسه على اللون المضاء، وينتظرك النظام حتى تضغط على اللون الصحيح، ويخبرك الكومبيوتر كم أخطأت، تبدأ بالتمرن مستخدماً اليد اليمنى ومن ثم اليسرى، وأخيراً بمكنك تمرين اليدين معاً، وهناك لائحة طويلة من الأغاني التي يمكنك تعلمها.
كيف ولدت هذه الفكرة ؟
لا ناحية موسيقية ولا ناحية تجارية. فعندما كنت طفلاً علمتني جارتنا العزف على البيانو. وعادة حين يعلمك أحدهم العزف على البيانو يضعون لك ورقة ويطلبون منك قراءة النوطة وأن تلعب على البيانو وتحفظ المفاتيح، وكأنك تتعلم لغة جديدة.
فعندما تتعلم اللغة عادة، تبدأ بالتحدث بها ثم تتعلم القراءة والكتابة، أما بالنسبة لتعليم العزف على البيانو فهم يعلمونك ان تقرأ وتكتب وتتحدث في الوقت نفسه، وبالتالي يوجد شيء غير مفهوم.
لقد كان حلمي أن يأتي أحدهم ويمسك بإصبعي ويرشدني أين يجب أن أضعه، من هنا ولدت الفكرة.
أما فكرة الألوان على لوحة المفاتيح الخاصة بالكومبيوتر فاستوحيتها منذ 15 سنة ولم أطبقها. فالفكرة راودتني حين أردت أن يرشدني أحدهم أين أضع إصبعي "بتكون لذيذة الشغلة"، من هنا وجدت فكرة الكف وأن نضع الألوان على الأكف وأن نقوم بذلك بالعزف. ولكن هذه الطريقة لا تغنيك عن دراسة الموسيقى أو عن التتلمذ على يد أستاذ.
أليس لهذه الوسيلة آثار سلبية على الطالب الذي يقرر أن يتعلم العزف على البيانو من جديد؟
لا على العكس. لأن هذه الطريقة هي التي تجعله يدرك محبته لهذه الهواية فـ 80 % ممن يدرسون العزف على البيانو في "الكونسرفاتوار" لا يكملون أول سنة دراسية لهم، لأن تعلم العزف على البيانو صعب، وهناك بعض الناس يشترون البيانو ثم بعد فترة لا يستعملونه مجدداً، تعال اعزف الموسيقى واستمتع... إنها ليست لعبة و لا تغنيك عن أستاذ ..لكن هذا البرنامج يفتح شهيتك على الموسيقى.
إلى أين تريد إيصال مشروعك؟
المدارس والمعاهد لن يتقبلوه، سينطلق من المنازل وسيكون متوافراً لدى الكبار قبل الصغار.
من أين يمكننا الحصول على الأغاني؟
يجد الشاري في البرنامج الذي يشتريه مجموعة كبيرة من الأغاني، ويمكنه أيضاً شراء المزيد من خلال شركة "سينتيزيا".
وهل الأغاني والموسيقى العربية متوافرة؟
مبدئيا نحن من سندخل الاغاني العربية على هذا الاختراع.
ومتى يصبح هذا الاختراع في متناول الجميع؟
حتى الان ليس متوافراً واعتقد أن المنتج سيصبح في السوق خلال فترة قصيرة. فالخطة التسويقية للعمل هي من أجل بيعه في الخارج "بلبنان غير كلاشينكوف ما بينباع !".
هل يمكننا أن نشهد تطبيق هذا الاختراع على آلات موسيقية أخرى؟
يمكن لهذا المشروع أن يباع للدرام على الغيتار ونحن نعمل على الموضوع، ولكنه بالفعل أصعب من البيانو.
من آمن بهذه الفكرة غيرك انت؟
انا قدمت المشروع وتلقيت دعماً منCIT–Center of information and technologyالممول من الاتحاد الاوروبي.
وقد حصل على براءة الاختراع في أميركا وقريباً سانقله إلى لبنان والصين واوروبا ونحاول أن نؤسس شركة حتى تستطيع أن نطلق المشروع ونبيعه للناس.
هل هناك اسم معين ستطلقونه على الاختراع؟
فريقي يريد تسميته باسمي، ولكنني لست متحمساً لذلك.
لمشاهدة طريقة عمل هذا الاختراع شاهد الفيديو